نظام أسترالي كندي ألماني
نتباهى بهم و بلون أعينهم
و بشقار شعرهم
و لون بشرتهم
بلهجتهم بلكنتهم بأغانيهم
بعلمهم بثقافتهم بأزايئهم
بهليودهم بسجائرهم
صنعوا لنا كل شيء
حتى عقولنا
أفرغوها تماما من كل شيء
و جمدوها في ثلاجاتهم
إلى أجل مسمى
أجل مجهول الهوية
كما ضيعنا هويتنا العربية
أين غرناطة و القسطنطينية؟
أين بغداد و العاصمة الأموية؟
أين حطين و الدولة الأيوبية؟
أين مقاماتنا و موشحاتنا الأندلسية؟
أين البصري و ابن قيم الجوزية؟
أين ابن سينا و الرازي و ابن تيمية؟
أين أبو حنيفة و المالكية؟
أين أمجادنا حضاراتنا تاريخنا
عزتنا و النفس الأبية؟
كيف ننسى ماضي
خير أمة أخرجت للناس؟
كيف نمسح آثار المؤرخين
وعليها الأقدام تداس
و ما من إحساس
تبلد الإحساس
و عشنا حقيقة الذل
و ارتضيناها للكل
و تعللنا الأعذار
و كفانا عار بعد عار
لا نعرف غير لغة الأشعار
نبكي كالنساء
على ملك لم نحافظ عليه
كالرجال
و أي رجال؟!
كأس و غواني
و دبكة و قواني
هذا ينفث في الغليون
وذاك يبعثر المليون
و آخر يعيش ولا يعيش
ينتظر البقشيش
ثمن سكوته الرخيص
و ياله من خسيس؟!
إلى متى يا أندلس؟
تسخرين من أحفادك؟
و نبكي عليك و نرثيك؟
كالصغار
كلعبة سرقها منا الكبار
واحترفوا تعذيبنا بها
إلى وقت الانهيار
لا تسخري منا فنحن ليس إلا
جمر من نار
ينتظر القرار
و حينها لا للفرار
و ستعود الأندلس
عروس الانتصار
تزغرد في كل الديار