الاثنين، 25 يونيو 2012

عذراء المشاعر



أموت في اليوم ألف مرة

و أنت تتلذذ ألف مرة

قتلت طفولتي بلا عناء

بصمتٍ و دهاء

اعتدت اغتصاب النقاء

و روحي أنا صعدت

إلى السماء

فأنا جسدٌ بلا روح

تقلبني في نعشي

تغسلني تكفنني

تسلبني ارادتي

تسحقني تسجنني

تهوي بي إلى قاع سحيق

و أنا أكتم في صدري

كل زفير و شهيق

تريد و تريد و تريد

و أنا أبداً لا أريد

و كيف أريد؟

يُنَصِبوك بطلاً

أو فحلاً

و أنا في عِداد العبيد

يصمونني بكل عارٍ

و أنت مريم العذراء

أو ينعتوك بطهارة شهيد

ما معنى أن تكون رجلاً

و أنت عن الحق تحيد

و أنت جلاًد

تعذب الضحية

و ترمي بها

على قارعة الطريق

قولوا له أني ما زلت

عذراء المشاعر

و في صدري جرح غائر

و في داخلي ألف شاعر

يأبى أن يجاهر

بوضاعة رجلٍ غادِر

في همس الليل أناجي

الله القوي القادر

فهو وحده القاهر


بقلم غدير الغفري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق